في ذكرى ميلاد الناظر علاء ولي الدين، نتذكر جميعًا تلك اللحظات الكوميدية التي أسعدتنا وأدخلت البهجة إلى قلوبنا، فقد كان علاء ولي الدين رمزًا للفن الكوميدي المصري، حيث استطاع أن يقدم أعمالًا خالدة مثل “الناظر” و”الإرهاب والكباب”، والتي لا تزال تُعرض وتُحب من قبل الأجيال الجديدة، وُلد في 11 أغسطس 1963 في قرية الجندية بمحافظة المنيا، وبدأ مشواره الفني في الثمانينات، حيث قدم العديد من الأدوار الثانوية قبل أن يصبح نجمًا ساطعًا في عالم السينما، تميز بقدرته على تجسيد شخصيات محبوبة وبريئة، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة، ورغم رحيله المفاجئ في عام 2003، إلا أن أعماله الكوميدية ستظل خالدة في ذاكرة الجمهور، فهو أسطورة لا تُنسى بأعماله التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري.
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل، وفقًا للمستندات الرسمية المسجلة، رغم أنه وُلِد فعليًا في 11 أغسطس 1963 في قرية الجندية بمحافظة المنيا، حيث كانت نشأته في أسرة ثقافية وفنية، إذ كان جده مؤسسًا لمدرسة في قريته، ووالده مديرًا لملاهي القاهرة، ورغم هذه البيئة الثقافية، اختار علاء دراسة التجارة في جامعة عين شمس، قبل أن يقرر دخول عالم التمثيل، وهو القرار الذي دفعه نحو الشهرة والنجومية في مجال الكوميديا.
بداية مشواره الفني
بدأ علاء مشواره الفني في الثمانينات، حيث قدم العديد من الأدوار الثانوية في مسلسلات مثل “زهرة والمجهول”، و”الزنكلوني”، و”زغلول يلمظ شقوب”، بالإضافة إلى أفلام مثل “ليلة في شهر 7″، و”ابتسامة في عيون حزينة”، و”اغتيال مدرسة”، ومع مرور الوقت، استطاع أن يثبت نفسه في عالم السينما ويصبح أحد أبرز نجوم التسعينيات، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي أصبحت أيقونات في تاريخ السينما المصرية، مثل “الإرهاب والكباب”، و”الناظر”، و”عبود على الحدود”، و”ابن عز”.
تميز علاء ولي الدين بقدرته الفائقة على تجسيد شخصيات محبوبة وبريئة، مما جعله يشكل ثنائية رائعة مع العديد من الفنانين، فقد تعاون مع محمد هنيدي في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل فيلم “حلق حوش” ومسرحية “آلابندا”، و”غبي علي الزيرو”، و”خلطبيطة”، و”الإرهاب والكباب”، و”المنسي”.
رحيل مفاجئ
توفي علاء ولي الدين في 11 فبراير 2003، يوم عيد الأضحى، عن عمر يناهز 39 عامًا نتيجة مضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه، حيث شارك في مشواره الفني القصير في 23 فيلمًا بأدوار ثانوية وبطولة، وقدم 3 أفلام و3 مسرحيات، وتألق في 9 أعمال درامية، وكان يصور قبل وفاته فيلم “بالعربي تعريفة”، لكن القدر لم يمهله لإتمامه.
أمنية لم يحققها
كان علاء يحلم بتكوين أسرة صغيرة والتمتع بالأبوة، وهو ما كشفه شقيقه معتز في أحد اللقاءات التلفزيونية، حيث قال إن علاء كان يتمنى أن يكون له أولاد، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق بسبب وفاته المفاجئة، وفي لقاء سابق مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج “واحد من الناس” عام 2019، تحدث الفنان علاء مرسي عن مشاعر علاء ولي الدين قبل وفاته، وكشف عن بعض اللحظات المؤثرة التي عاشها معه.
الأيام الأخيرة قبل وفاته
قال مرسي إن علاء كان يشعر بقرب نهاية حياته، حيث طلب منه شراء مسك أحمر بكميات كبيرة أثناء أداء عمرة له، رغم أنه كان يعاني من ضيق الحال المالي، كما ذكر مرسي أن علاء كان في البرازيل في أيامه الأخيرة لتصوير فيلم “عربي تعريفة”، واتصل به لينصحه بالصلاة والدعاء، وهو ما أثار قلقه وشكوكه بشأن حالته الصحية، وكشف شقيقه معتز وابن عمه إسماعيل عن جوانب روحية وإنسانية في حياة علاء ولي الدين، حيث كان متدينًا وصوفيًا، يعشق آل البيت ويزور الأولياء متخفيًا، وكان دائمًا يقرأ وردًا يوميًا، حتى في أوقات مرضه، وكان كريمًا ويحرص على مساعدة أهل قريته بالمنيا.
اشترى مدفنًا قبل وفاته
قبل وفاته، طلب علاء من شقيقه أن يُغسل بمسك وتراب من البقيع، وهو ما نفذه شقيقه بعد موته، كما كان قد اشترى مدفنًا قبل وفاته بستة أشهر، وكان يذهب لقراءة القرآن فيه، وفي يوم وفاته، عاد من البرازيل بعد تصوير جزء من فيلمه، وبعد صلاة الفجر والذبح، اكتشفوا وفاته فجأة، تاركًا فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه.
التعليقات