تتزايد الأحاديث حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا في ظل تصاعد المطالب الإسرائيلية والتنازلات السورية والتي تبدو أحيانًا بعيدة المنال حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه الخاصة في هذه المفاوضات التي تجرى بوساطة أمريكية ويتعين على سوريا أن توازن بين حقوقها السيادية ومطالب إسرائيل المتعلقة بالأمن والانسحاب من المناطق المحتلة في الجنوب السوري بينما تظل إسرائيل متمسكة بمطالبها المتعلقة بجبل الشيخ والممرات الجوية وهو ما يعكس تعقيد المشهد السياسي ويزيد من التحديات التي تواجه الأطراف المعنية في سبيل الوصول إلى اتفاق يضمن الاستقرار على الحدود ويعكس تطلعات الشعبين في السلام والأمن.
تقدم المفاوضات بين إسرائيل وسوريا
في ظل الحديث المتزايد حول قرب الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا بشأن المناطق المحتلة في الجنوب السوري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسة حكومية، أن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات، إلا أن الاتفاق لا يزال بعيد المنال، وقد جاء ذلك في وقت صرح فيه الرئيس السوري أحمد الشرع بأن المفاوضات تحت الوساطة الأمريكية قد تقترب من التوصل إلى اتفاق مشابه لاتفاق عام 1974، لكنه أكد أن ذلك لا يعني تطبيع العلاقات أو انضمام سوريا إلى اتفاقات أبراهام.
تفاصيل المفاوضات الجارية
أفادت هيئة البث العبرية بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا لتقليص الفجوات في المفاوضات، مما أدى إلى تحقيق تقدم، رغم أن الاتفاق الأمني لا يزال غير ناضج، وتتناول المحادثات بين دمشق وتل أبيب استبدال اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، حيث ترفض إسرائيل العودة للاتفاق السابق، وقدمت مقترحًا مختلفًا عبر المبعوث الأمريكي الخاص توم براك، يتضمن اتفاقًا أمنيًا جديدًا وخريطة للمناطق منزوعة السلاح المقترحة.
مطالب الجانبين
تتمسك إسرائيل بالبقاء في مرصد جبل الشيخ وتوسيع المنطقة العازلة، بالإضافة إلى إقامة ثلاث مناطق مخففة من السلاح، مع إرساء ترتيبات أمنية تصل إلى أطراف العاصمة دمشق، كما تصر على الحصول على ممر جوي إلى الحدود العراقية لتأمين طريقها نحو إيران. من جهة أخرى، تطالب سوريا بتفعيل اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، والانسحاب من الأراضي المحتلة، مع استعدادها لتوقيع اتفاق أمني جديد يضمن أمن إسرائيل ويحافظ على سيادة سوريا، مما يربط مسألة التطبيع بمصير هضبة الجولان.
في الختام، يبدو أن المفاوضات بين الجانبين تتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث يتبادل الطرفان المطالب والضغوط، مما يترك السؤال حول إمكانية تحقيق الاستقرار في المنطقة.
التعليقات