تشهد فرنسا احتجاجات واسعة ضد مشروع إنشاء مركز لطمر النفايات النووية المعروف باسم CIGEO حيث تجمع مئات الفرنسيين في تظاهرة تعبيرًا عن رفضهم لهذا المشروع الذي يهدف لتخزين المخلفات النووية في الريف الفرنسي وقد اضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بحماية مستقبلهم ومحيطهم البيئي وتعتبر هذه الاحتجاجات جزءًا من الجهود الشعبية لمواجهة التهديدات المحتملة التي قد تنجم عن مثل هذه المشاريع التي تتعلق بإدارة النفايات النووية والتي تثير القلق بين السكان المحليين لذا تبقى قضية النفايات النووية في فرنسا موضوعًا ساخنًا يتطلب اهتمامًا كبيرًا من جميع الأطراف المعنية.

تظاهرة حاشدة في فرنسا ضد مشروع تخزين النفايات النووية

في صباح يوم الأحد 21 سبتمبر 2025، شهدت قرية بور شمال شرق فرنسا تظاهرة حاشدة شارك فيها مئات من المواطنين، احتجاجاً على مشروع CIGEO، الذي يهدف إلى إنشاء مركز لتخزين النفايات النووية في المنطقة، وقد اضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، الذين عبروا عن مخاوفهم من تداعيات هذا المشروع على البيئة وصحة السكان.

تفاصيل الاحتجاجات والمطالب

تجمع المتظاهرون، الذين قدرت أعدادهم بنحو ألفي شخص وفقاً للمنظمين، في شوارع القرية حاملين لافتات كتب عليها "احتجاج من أجل المستقبل"، مطالبين برحيل الوكالة الوطنية لإدارة النفايات المشعة (أندرا) من المنطقة، بينما قدرت السلطات عدد المشاركين بنحو 700 شخص فقط، مما يعكس حالة الانقسام حول المشروع. كما انضم حوالي 200 شخص آخرين إلى احتجاج غير مرخص في منطقة قريبة، حيث قاموا برمي مقذوفات على رجال الأمن، مما أدى إلى تصعيد الموقف.

مشروع CIGEO وتحديات الطاقة النووية

يعود تاريخ مشروع CIGEO إلى عام 1991، وهو يهدف إلى إنشاء مركز تخزين تحت الأرض لطمر المخلفات الأكثر خطورة الناتجة عن محطات الطاقة النووية، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء في أواخر عام 2027 أو أوائل عام 2028. فرنسا، التي تمتلك أحد أكبر برامج الطاقة النووية في العالم، تعتمد على 18 محطة نووية لتوليد حوالي 60% من احتياجاتها الكهربائية، في ظل الضغوط المتزايدة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مما يعيد تسليط الضوء على أهمية إدارة النفايات النووية كقضية شائكة تتطلب حلولاً مستدامة.

أهمية القضية وتأثيرها على المجتمع

تعد قضية إدارة النفايات النووية في فرنسا واحدة من أكثر القضايا جدلاً، حيث تثير مخاوف كبيرة لدى السكان المحليين حول سلامتهم وبيئتهم، ومع تزايد الحملات الاحتجاجية، يتضح أن هناك حاجة ملحة لحوار مجتمعي شامل حول هذا الموضوع، لضمان تحقيق التوازن بين احتياجات الطاقة والتنمية المستدامة، مما يضمن مستقبلًا آمنًا للأجيال القادمة.