بعد فرض العقوبات على إيران زادت التوترات في المنطقة بشكل ملحوظ وأعلنت طهران عن نيتها استخدام “أوراق استراتيجية” لمواجهة الضغوط الدولية التي تواجهها الحكومة الإيرانية هذه الأوراق تشمل تعزيز العلاقات مع حلفائها الإقليميين وتوسيع نفوذها في مناطق الصراع كما تسعى إيران لتعزيز قدراتها العسكرية والتقنية لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي نتجت عن العقوبات المفروضة عليها مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط ويجعل من الضروري متابعة التطورات عن كثب.

تصعيد التوترات: إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران

في خطوة متوقعة، تقترب عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، حيث رفض مجلس الأمن في نيويورك مشروع قرار يهدف إلى تمديد تعليق تلك العقوبات، مما ينذر بتصعيد جديد في العلاقات الدولية. من المتوقع أن تدخل العقوبات الاقتصادية التي فُرضت لأول مرة بين عامي 2006 و2010 حيز التنفيذ مرة أخرى في 28 سبتمبر الجاري، إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق مفاجئ مع طهران في اللحظات الأخيرة.

جهود الدول الأوروبية للبحث عن حل

تأتي هذه التطورات بعد أن قامت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بتفعيل آلية "سناب باك" والتي تعني العودة التلقائية للعقوبات، وذلك في نهاية أغسطس الماضي، حيث استندت تلك الدول إلى انتهاكات إيران الجسيمة للاتفاق النووي لعام 2015، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بمستويات تتجاوز الأغراض المدنية. وفي هذا السياق، صرح سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون، بأن الدول الأوروبية الثلاث لا تزال تبحث عن حل مع طهران، لكنها لم تتلق حتى الآن "رداً مرضياً" على مطالبها.

تهديدات إيران ورفض الادعاءات الروسية

على صعيد آخر، رفضت المملكة المتحدة الادعاءات الروسية التي تشير إلى عدم حق الأوروبيين في إعادة فرض العقوبات، بينما هدد نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، باستخدام "أوراق استراتيجية" في حال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة. كما اتهم خطيب زاده الدول الأوروبية بتأجيج التوترات في منطقة الشرق الأوسط من خلال هذه الآلية. من المقرر أن يجتمع نحو 150 من قادة العالم في نيويورك بداية من يوم الثلاثاء المقبل للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما قد يفتح المجال لمزيد من النقاشات حول هذا الموضوع الحساس.