في مهرجان بورسعيد السينمائي، اجتمع عشاق الفن السابع لمتابعة ندوة مثيرة حول السينما والذكاء الاصطناعي، حيث ناقش الخبراء كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تعيد تشكيل صناعة الأفلام وتقديم تجارب سينمائية مبتكرة، وقد تخللت الندوة عروض صور توضح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الإنتاج السينمائي وتطوير المؤثرات البصرية، مما أثار حماس الحضور ودفعهم للتفكير في مستقبل السينما في ظل هذه التطورات التقنية المتسارعة، وقد كانت الندوة فرصة رائعة للتواصل وتبادل الأفكار بين المخرجين والمبرمجين والمهتمين بتقنيات الذكاء الاصطناعي في عالم السينما.

مهرجان بورسعيد السينمائي: الحياة بعيون سينمائية

أُقيمت ندوة بعنوان "الحياة بعيون سينمائية" ضمن فعاليات مهرجان بورسعيد السينمائي في دورته الأولى، برئاسة الناقد السينمائي أحمد عسر، وقد حضرها المنتج الكبير هشام سليمان، الرئيس الشرفي للمهرجان، إلى جانب الفنانين سامح الصريطي ومحمد لطفي وعبد الرحيم حسن، وأدارت الندوة الناقدة والكاتبة الصحفية فايزة هنداوي، حيث تناولت الندوة كيفية تعامل السينمائيين مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن مصطلح "السينما عين الحياة" يعكس واقعًا حقيقيًا.

الذكاء الاصطناعي في السينما

بدأ المنتج هشام سليمان كلمته بالتعليق على عرض الفيلم القصير "روح" الذي سبق انطلاق الندوة، موضحًا أن عنوان الندوة يعكس جوهر الحياة اليومية، إذ نعيش جميعًا حياة سينمائية مليئة بالإخراج والتمثيل والمشاهد الموازية، وتفاعل سليمان مع الجمهور بسؤال عن حياتهم اليومية ليُثبت أن حياتنا ذات طابع سينمائي، ثم طرح السؤال نفسه على برنامج للذكاء الاصطناعي ليُجري حوارًا مباشرًا أمام الحضور، مُبينًا أن اليوم سيأتي حيث تستغني تقنيات الذكاء الاصطناعي عن الإنسان وتستبدل كثيرًا من الأعمال.

مستقبل الذكاء الاصطناعي والإنسان

خلال الحوار، تساءلت فايزة هنداوي عن إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعي مكان الإنسان، خاصة أن سليمان سبق أن قدّم رؤية كاملة لفيلم باستخدام هذه التقنية، فأجاب سليمان بأن "من الذكاء البشري أن نستوعب ونتعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي، وأن مواجهة أي مخاطر أو سلبيات تبدأ من درجة وعينا نحن"، وأضاف سليمان قائلًا: "إن التطور الطبيعي – كما يحدث خارج مصر – هو أن يأخذ الذكاء الاصطناعي صوتك وصورتك ليُنتج أفلامًا كاملة باستخدام هذه التقنيات، والقادم هو التنازل عن الشكل والصوت بمقابل مالي حتى يتم استخدامهما بالذكاء الاصطناعي"، ومع ذلك، ما زلت أراهن على العقل البشري؛ فنحن لن نُقارن بالذكاء الاصطناعي ولن يسيطر علينا طالما نحن أقوى بالعلم والقراءة والموهبة والاجتهاد، أرى عباقرة في الحسابات والرياضيات من الأطفال والكبار يتجاوزون قدرات الروبوتات، وأريد أن أطمئن الجميع أننا سنظل أقوياء طالما نمتلك وعيًا بإيجابيات وسلبيات أي تقنية حديثة قد تظهر.