تواصل أسعار الذهب ارتفاعها بشكل ملحوظ في ظل ضعف الدولار الأمريكي وخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مما يعكس تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات عدم اليقين الاقتصادي حيث يتجه الكثيرون نحو شراء الذهب كوسيلة لحماية ثرواتهم من تقلبات السوق بينما يسعى المستثمرون إلى استغلال هذه الفرصة لتعزيز محافظهم المالية في ظل الظروف الحالية التي تهيمن عليها الضغوط التضخمية وزيادة المخاوف من الركود مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا في عالم المال والأعمال.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق: أسباب وتوقعات

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث جاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي باستمرار موجة التيسير النقدي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية على الساحة العالمية، ووفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، فإن أسعار الذهب بالسوق المحلية زادت بنحو 20 جنيهًا، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى 4940 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 9 دولارات لتسجل 3669 دولارًا.

في التفاصيل، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5646 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 نحو 4234 جنيهًا، وعيار 14 مستوى 3294 جنيهًا، واستقر الجنيه الذهب عند 39520 جنيهًا، وقد شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في اليوم السابق، حيث بدأت التعاملات عند 4950 جنيهًا قبل أن تنخفض إلى 4920 جنيهًا في ختام اليوم، وهو ما يعكس تقلبات السوق المستمرة.

عوامل الارتفاع اليوم: الدولار والفائدة

ارتفعت أسعار الذهب اليوم بفضل عدة عوامل مترابطة، يأتي في مقدمتها ضعف الدولار الأمريكي بعد قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما جعل الذهب أرخص نسبيًا للمشترين من خارج الولايات المتحدة، وهذا الأمر ساهم في زيادة الطلب على المعدن الأصفر، بالإضافة إلى توقعات بخفض إضافي للفائدة خلال العام الحالي، حيث أوحت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بوجود احتمال قوي لمزيد من التخفيضات، ما يعزز جاذبية الذهب كاستثمار في بيئة أسعار فائدة منخفضة، كما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما خفّض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

تحركات السوق بعد قرار الفيدرالي: تقلبات حادة

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة بعد إعلان الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو أول خفض منذ ديسمبر الماضي، حيث قفزت الأوقية لتصل إلى 3707 دولارات كأعلى مستوى لها، إلا أنها تراجعت بعد المؤتمر الصحفي لجيروم باول الذي اتخذ نبرة حذرة بشأن التيسير الكمي المستقبلي، مما أدى إلى ارتفاع الدولار وهبوط الذهب في ختام تعاملات الأمس، وقد أشار الفيدرالي إلى الحاجة إلى خفضين إضافيين خلال العام الجاري في ظل مؤشرات ضعف سوق العمل، مما يضع السوق في حالة ترقب لما سيحدث في المستقبل.

تترقب الأسواق اليوم صدور بيانات مطالبات البطالة الأمريكية الأسبوعية، بالإضافة إلى مؤشر فيلادلفيا الصناعي، وهي مؤشرات ستعطي صورة أوضح عن اتجاه السياسة النقدية المقبلة للفيدرالي، وبالتالي عن مستقبل أسعار الذهب، مما يجعل من الضروري متابعة هذه التطورات عن كثب.