شهدت الصادرات السويسرية إلى أمريكا انخفاضاً ملحوظاً في الشهر الأول بعد فرض جمارك بنسبة 39% مما أثار قلق الشركات السويسرية التي تعتمد على السوق الأمريكية كأحد أبرز وجهاتها التجارية حيث تأثرت القطاعات المختلفة مثل صناعة الساعات والمنتجات الغذائية بشكل خاص مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم استراتيجيات التصدير في المستقبل القريب وتحفيز النقاش حول تأثير الجمارك على العلاقات التجارية بين البلدين.

انخفاض المبيعات الخارجية لسويسرا إلى الولايات المتحدة وتأثير التعريفات الجمركية

شهدت المبيعات الخارجية لسويسرا إلى الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 22% في أغسطس الماضي مقارنة بشهر يوليو، بينما ظلت واردات سويسرا من الولايات المتحدة، التي تعتبر أكبر اقتصاد في العالم، مستقرة، وتظهر البيانات الصادرة عن الجمارك السويسرية أن التعريفة الجمركية الأمريكية البالغة 39% قد أثرت سلبًا على الصادرات السويسرية، مما يعكس التحديات التي تواجه التجارة بين البلدين، هذا الانخفاض يأتي في وقت حساس حيث تكافح سويسرا للحفاظ على توازن تجارتها مع واشنطن.

تأثير التعريفات الجمركية على العجز التجاري بين سويسرا والولايات المتحدة

تقلص العجز التجاري الأمريكي مع سويسرا إلى 2.06 مليار فرنك، ما يعادل حوالي 2.6 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 2020، كان هذا التراجع نتيجة مباشرة لفرض التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أغسطس، ورغم المحاولات التي بذلتها الحكومة السويسرية لإقناع الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن، ولا تزال سويسرا تعمل بجد للحصول على تخفيضات في الرسوم المفروضة على صادراتها.

استراتيجيات سويسرا لتعزيز التجارة وتنويع الشراكات

على الرغم من التحديات التي تواجه التجارة مع الولايات المتحدة، فإن الصادرات السويسرية لم تتأثر بشكل كبير، حيث ساعدت الزيادة في الشحنات إلى دول أوروبية مثل فرنسا والنمسا وبولندا، بالإضافة إلى كندا والمكسيك، على تعويض هذا التراجع، ورغم ذلك، فإن السلع الخاضعة للتعريفات الأمريكية شهدت انخفاضًا كبيرًا، مثل صادرات الساعات التي انخفضت بنسبة 8.6%، بينما تراجعت صادرات الأدوية، التي لا تزال مستثناة من الرسوم، بنسبة 1.3%، ومع ذلك، تتوقع الحكومة السويسرية تباطؤ النمو هذا العام بسبب تأثير الرسوم الأمريكية، وتعمل على تنويع شراكاتها التجارية، بما في ذلك توقيع اتفاقية تجارة حرة جديدة مع تكتل ميركوسور في أميركا الجنوبية.