زيارة ترامب للمملكة المتحدة تعكس مدى أهمية العلاقات بين الدولتين حيث يعتبرها أحد أسمى التكريمات في حياته السياسية والاجتماعية فهذه الزيارة ليست مجرد حدث عابر بل هي فرصة لتعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين الأمريكي والبريطاني وتتيح له فرصة مناقشة القضايا العالمية التي تهم البلدين كما أنها تعكس الدور المحوري الذي تلعبه المملكة المتحدة في الساحة الدولية وتساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الحلفاء في ظل التحديات العالمية الراهنة والتي تتطلب تكاتف الجهود لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة والعالم بأسره.

زيارة ترامب الثانية إلى المملكة المتحدة: تكريم ملكي مميز

في مساء يوم الخميس، 18 سبتمبر 2025، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته الثانية إلى المملكة المتحدة بأنها من أسمى التكريمات في حياته، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أثناء مأدبة عشاء أقامها الملك تشارلز الثالث على شرفه، حيث حضر هذا الحدث المميز نحو 160 ضيفًا في قلعة وندسور، وتحدث ترامب عن العلاقة الوثيقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنهما نغمتان تعزفان في وتر واحد، كل منهما جميلة بمفردها، لكنهما مصممتان لتكونا متناغمتين معًا.

استقبال ملكي وحضور أمني مشدد

وصل ترامب وزوجته ميلانيا إلى قصر ويندسور في يوم الأربعاء، حيث استقبلهما أفراد العائلة الملكية، بما في ذلك ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين، بالإضافة إلى الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، وسط أجواء غائمة، وتم تزيين الشارع الرئيسي في ويندسور بالأعلام البريطانية والأمريكية احتفالًا بهذه المناسبة، مع انتشار كثيف لعناصر الأمن في المدينة، التي تبعد حوالي 40 كيلومترًا غرب لندن، حيث تمت الزيارة بعيدًا عن التظاهرات الرافضة لوجوده.

احتفالات عسكرية وتظاهرات في لندن

بدأت زيارة الدولة التي تستمر يومين بعرض مهيب للحرس الملكي، حيث شارك نحو 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية و120 خيالًا في احتفال عسكري غير مسبوق، واحتفل الحضور بالتحية الملكية التي أُطلقت من القصر وبرج لندن، ولكن الموكب جرى داخل القلعة التي تعود لألف عام، وليس في شوارع المدينة كما حدث خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو، وفي الوقت نفسه، تجمع نحو 5 آلاف شخص في وسط لندن خلال تظاهرة نظّمها تحالف “أوقفوا ترمب”، رافعين لافتات تدعو إلى رفض العنصرية ورفض زيارة ترامب، مما يعكس التباين بين الاحتفالات الرسمية والمواقف الشعبية.