إسرائيل تتوسع في استخدام الميليشيات بغزة وتتكفل برواتبهم مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في سياستها الأمنية حيث تسعى لتقوية النفوذ العسكري في المنطقة وتعزيز السيطرة على الأوضاع هناك ويبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على القوات النظامية وتعزيز الولاء المحلي للميليشيات التي تتلقى الدعم المالي والتدريبي من إسرائيل مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على الأمن والاستقرار في غزة والمنطقة بشكل عام.

توسيع استخدام الميليشيات الفلسطينية في غزة: تقرير هآرتس يكشف التفاصيل

في تقرير جديد نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تم الكشف عن توسع جيش الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الميليشيات الفلسطينية المسلحة خلال الأسابيع الماضية، حيث تزايد الاعتماد على هذه الجماعات للسيطرة على قطاع غزة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول الأبعاد الأمنية والسياسية لهذه الخطوة.

التعاون بين الجيش الإسرائيلي والميليشيات الفلسطينية

وفقًا لشهادات الجنود والقادة الإسرائيليين، فإن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك يستخدمان هذه الميليشيات لتنفيذ عمليات عسكرية مقابل دفع رواتب، حيث يتلقى الأفراد المشاركون أموالهم قبل بدء العمل، مما يتيح لهم السيطرة على الأراضي في القطاع، كما تم استخدامهم في عمليات مسح الأنفاق وتفتيش المباني المشبوهة. ومع مرور الوقت، تطورت هذه المجموعات إلى تنظيمات أكثر انضباطًا، يتعين على القوات الإسرائيلية التنسيق معها قبل تنفيذ الهجمات.

تجنيد المقاتلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أشار التقرير إلى أن جهاز الشاباك يشرف على عمليات الميليشيات ويقوم بتجنيد المقاتلين من خلال صفحة على موقع "فيسبوك"، تحمل اسم "ياسر أبو شباب – القوات الشعبية"، والتي تهدف لجذب أفراد جدد للمشاركة في هذه الجماعات. الصفحة، التي تم إنشاؤها في مايو 2025، تضم حوالي 35 ألف متابع، وقد أعلنت في أغسطس من نفس العام عن حاجتها لموظفين أمن من ذوي الخلفيات العسكرية، مع تقديم رواتب مغرية للمقاتلين والضباط.

القلق الإسرائيلي من توسع الميليشيات

على الرغم من أن هذه الميليشيات نجحت في تسهيل العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، إلا أن بعض المسؤولين أبدوا قلقهم من عدم القدرة على السيطرة على هذه الجماعات، مشيرين إلى أن عدم وجود التزام قيادي من جانبهم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في حال حدوث انتهاكات. وقد تم تكليف هذه الميليشيات بمزيد من المهام في المناطق المكتظة بالسكان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في غزة.

تقرير هآرتس

باختصار، يبدو أن الوضع في غزة يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تتداخل الأبعاد العسكرية والسياسية بشكل متزايد، مما يستدعي ضرورة متابعة التطورات عن كثب.