تستعد فرنسا لمواجهة مظاهرات مرتقبة ضد سياسات الرئيس ماكرون حيث أعلنت الحكومة عن نشر 80 ألف شرطي في مختلف المدن لمراقبة الأوضاع وتأمين الأماكن الحساسة يأتي ذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تعبر عن استياء المواطنين من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة في الفترة الأخيرة ويتوقع أن تشهد البلاد أجواء متوترة مع بدء هذه المظاهرات مما يستدعي تواجدًا أمنيًا مكثفًا للحفاظ على النظام العام وضمان سلامة المشاركين في الاحتجاجات بينما يحاول البعض التعبير عن آرائهم بحرية ومطالبة الحكومة بتغيير سياساتها الحالية.
باريس تستعد لمظاهرات ضخمة وسط مخاوف من العنف
باريس – (د ب أ)، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن نشر 80 ألف عنصر من الشرطة والدرك الوطني، في ظل الاستعدادات لمظاهرات ضخمة يوم غد الخميس، حيث يتوقع حضور مجموعات "البلاك بلوك" العنيفة بين صفوف المتظاهرين، وقدرت وزارة الداخلية أن عدد المشاركين قد يتراوح بين 700 ألف و800 ألف، وهو رقم يتجاوز بكثير أعداد المتظاهرين التي شهدتها البلاد يوم العاشر من الشهر الجاري، والتي قدرت بنحو 197 ألف متظاهر.
توقعات بوجود محتجين عنيفين
في تصريحات أدلى بها ريتايو، أشار إلى توقعه لتعبئة قوية للغاية، حيث قد يشهد اليوم اضطرابات كبيرة، وذكر أنه من المحتمل أن تواجه السلطات محتجين عنيفين منذ الصباح الباكر، وبعد ذلك ستنطلق المظاهرات، وأكد الوزير أن ما بين خمسة آلاف و10 آلاف شخص قد يأتون بهدف الفوضى والتخريب، بدافع الكراهية للشرطة، مما يعكس أجواء التوتر التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن.
خلفيات جماعات "البلاك بلوك" وتحديات الحكومة
تشتهر جماعات "البلاك بلوك" بملابسها السوداء وبأسلوبها العنيف في المظاهرات، ولا تحمل هذه الجماعات خلفيات أيديولوجية واضحة، إلا أن تاريخها الطويل في التحرك العنيف بدأ منذ ظهورها الأول في ألمانيا الغربية في ثمانينيات القرن الماضي، وانتشر بعد ذلك إلى الدول الغربية الأخرى، تأتي هذه التحركات الاحتجاجية في وقت حساس، حيث تعاني فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، من أزمة مالية معقدة، وقد تم الإطاحة بحكومة فرانسوا بايرو قبل أيام في البرلمان، بعد تصويت على الثقة، وكان بايرو قد عرض خطة تقشفية تهدف إلى توفير 44 مليار يورو من الإنفاق، تضمنت إجراءات غير شعبية أدت إلى عمليات تعبئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
التعليقات