أسعار الذهب شهدت تقليصاً لمكاسبها في المعاملات الفورية بعد أن تجاوزت حاجز 3700 دولار لأول مرة مما أثار قلق المستثمرين حول اتجاه السوق في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة حيث يتطلع الكثيرون إلى استثمار أموالهم في الذهب كوسيلة لحماية ثرواتهم من التضخم والركود المحتمل مما يجعل تحليل أسعار الذهب أمراً ضرورياً لمتابعة التحركات المستقبلية في الأسواق المالية.

تراجع أسعار الذهب تحت 3700 دولار للأونصة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا تحت مستوى 3700 دولار للأونصة، بعد أن تجاوزته في المعاملات الفورية لأول مرة في التاريخ يوم الأربعاء، ويعود هذا التراجع إلى تزايد الرهانات على خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي، مما دعم موجة ارتفاع الأسعار، التي عززها أيضًا الطلب على الملاذات الآمنة وعمليات الشراء من البنوك المركزية، بالإضافة إلى ضعف الدولار الذي أثر بشكل كبير على السوق، حيث قلصت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعها إلى 0.2% عند مستوى 3687.67 دولار للأونصة بعد أن بلغ أعلى مستوى قياسي له عند 3702.95 دولار في وقت سابق من التعاملات.

ارتفاع العقود الأميركية الآجلة للذهب

ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.2% لتصل إلى 3725.10 دولار عند التسوية، وفي هذا السياق، أشار المحلل في MarketPulse by OANDA، زين فاودا، إلى أن عدم اليقين بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية يساهمان في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة، لكن الارتفاع في أسعار الذهب مدفوع بشكل كبير بتوقعات تخفيضات حادة في معدلات الفائدة من الاحتياطي الفدرالي، حيث يتوقع المتداولون خفضًا شبه مؤكد لمعدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية الاجتماع الحالي يوم الأربعاء 17 سبتمبر، مع احتمال ضئيل لخفض بمقدار 50 نقطة أساس، وفقًا لأداة CME FedWatch.

تأثير الدولار على سوق الذهب

في الوقت ذاته، انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهرين مقابل عدد من العملات الرئيسية، مما يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة، حيث أكد تاجر المعادن المستقل، تاي وونغ، أن الذهب شهد ارتفاعًا ملحوظًا مع هبوط حاد في الدولار، ومع ذلك، قد يكون الحذر مطلوبًا قبل القرار الحاسم للاحتياطي الفدرالي، لذا لا ينبغي أن يكون جني الأرباح مفاجئًا، وللإشارة، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 41% منذ بداية العام، حيث تجاوز سعر الأونصة 3600 دولار في الثامن من سبتمبر، ويعزو المحللون هذه الزيادة إلى مزيج قوي من عمليات شراء متواصلة من البنوك المركزية وتكثيف تدفقات الملاذ الآمن، بالإضافة إلى تحول عالمي بعيدًا عن الدولار الأميركي الذي يواجه ضعفًا مستمرًا.