تتجه الأنظار نحو قمة الدوحة المرتقبة التي ستناقش العديد من القضايا المهمة على الساحة العربية والدولية أبرزها “ناتو العربي” الذي يعد محور النقاشات حيث يتوقع أن تخرج القمة بعدة سيناريوهات متوقعة تتعلق بالتعاون الأمني والدفاعي بين الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة كما سيكون هناك تركيز على تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء مما يساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي ويعزز من دور العرب في الساحة الدولية ومن المؤكد أن هذه السيناريوهات ستؤثر بشكل كبير على مستقبل التعاون العربي وتحديد ملامح المرحلة المقبلة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.
القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة: ردود الفعل والمخاوف
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة غدًا الاثنين القمة العربية الإسلامية الطارئة بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية، حيث يأتي ذلك في سياق البحث عن ردود فعل مناسبة تجاه الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر قيادة حركة حماس في الدوحة الثلاثاء الماضي، وتثير القمة تساؤلات حول الإجراءات المحتملة التي يمكن أن تتخذها الدول المشاركة، وما إذا كانت ستقتصر على بيانات الإدانة، أم ستشهد خطوات عملية أكثر حزمًا تعكس خطورة الوضع الراهن.
الرسائل الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن العربي
يقول أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، رامي عاشور، إن استهداف إسرائيل للدوحة يحمل رسائل واضحة للمنطقة، حيث يعكس تكلفة استضافة أي من أفراد حركة حماس، مما يهدد سيادة الدول العربية، ويشير إلى أن القمة تمثل فرصة هامة لتشكيل "قوة عربية موحدة" تكون بمثابة ناتو عربي، تضع الأسس لحماية الأراضي العربية، وإذا اقتصرت القرارات على الإدانة فقط، فإن ذلك قد يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة هجماتها.
الخيارات المتاحة أمام دول الخليج
في هذا السياق، يوضح محللون إقليميون أن دول الخليج تمتلك خيارات متعددة، من بينها تقليص مستوى المشاركة في الاتفاقيات الإبراهيمية، وتوجيه الاستثمارات الناتجة عن صادرات النفط والغاز لتعزيز القوة الناعمة، كما يمكن لدول الخليج تفعيل "قوة درع الجزيرة" كوسيلة للردع، وذلك في إطار سعيها لإظهار وحدتها الإقليمية، وتحقيق الأمان في مواجهة أي تهديدات مستقبلية.
أهمية اتخاذ مواقف حازمة
وفي ختام القمة، يأمل العديد من الخبراء أن تدرك الدول العربية أن الأمان لا يمكن تحقيقه مع إسرائيل، وأن اتخاذ مواقف حازمة هو السبيل الوحيد لحماية مصالح الأمة العربية، حيث إن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب استجابة فعالة، وليس مجرد بيانات شجب، مما يستدعي التفكير في إجراءات ملموسة للتصدي لأي تهديدات مستقبلية.
التعليقات