تتجه الأنظار نحو القمة العربية في الدوحة حيث يتوقع أن تسفر عن نتائج هامة تؤثر على مستقبل التعاون العربي أبرزها فكرة “الناتو العربي” التي تهدف إلى تعزيز الأمن والدفاع المشترك بين الدول العربية في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة من هذه القمة الأول هو تعزيز التحالفات العسكرية والثاني هو التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية بينما يتمثل السيناريو الثالث في تعزيز الحوار بين الدول العربية لمواجهة التهديدات المشتركة هذه السيناريوهات قد تؤسس لعصر جديد من التعاون العربي الذي يساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة ويعكس تطلعات الشعوب العربية نحو الأمن والسلام والتنمية المستدامة.
القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة
تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة القمة العربية الإسلامية الطارئة يوم غدٍ الاثنين، حيث يشارك فيها وزراء خارجية عدد من الدول العربية، وذلك لبحث الردود المحتملة على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقر قيادة حركة حماس في الدوحة يوم الثلاثاء الماضي. تأتي هذه القمة في وقت حساس، حيث تتزايد التساؤلات حول طبيعة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول المشاركة، فهل ستقتصر الردود على بيانات الإدانة والشجب، أم ستشهد خطوات عملية أكثر صرامة تعكس خطورة استهداف إسرائيل لعاصمة عربية تلعب دور الوساطة في مفاوضات غزة.
الرسائل الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن العربي
يوضح أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، رامي عاشور، أن انعقاد القمة يعكس الرسائل التي وجهتها إسرائيل للمنطقة من خلال استهداف الدوحة، وهو ما يشير إلى أن استضافة أحد أفراد حركة حماس قد تعني تعريض سيادة الدولة للخطر. كما يلفت النظر إلى أن استهداف دولة حليفة للولايات المتحدة، مثل قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، يثير القلق حول مدى قدرة هذه القواعد على توفير الحماية للدول العربية. يشير عاشور إلى أن هذا الانتهاك يمثل "استباحة إسرائيلية" للأراضي العربية، مما يعني أن الدول العربية تواجه تهديدًا حقيقيًا.
خيارات الدول العربية في مواجهة التحديات
في سياق متصل، يعرب نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار غباشي، عن أمله في أن تدرك القمة العربية الإسلامية أن الأمة العربية باتت في خطر، وأنه لا أمان مع إسرائيل ولا ثقة في الولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة اتخاذ مواقف ترتقي إلى خطورة جرأة إسرائيل على عواصم عربية، خصوصًا الدوحة. ويشير إلى أنه يجب أن تُتخذ إجراءات قوية ضد الكيان الصهيوني، مثل تعليق الاتفاقيات الإبراهيمية، أو اتخاذ موقف بشأنها، مؤكدًا أن المجازر الإسرائيلية في غزة تستدعي اتخاذ موقف قوي من الدول العربية.
خيارات الخليج للرد على التهديدات
كما يرى محللون إقليميون أن دول الخليج، باعتبارها طرفًا أساسيًا في المعادلة العربية، تملك عدة خيارات محتملة تهدف إلى إظهار وحدتها الإقليمية، من بينها تقليص مستوى المشاركة في الاتفاقيات الإبراهيمية. الخيار الآخر يتعلق بالجانب الاقتصادي، حيث يمكن توجيه عائدات صادرات النفط والغاز للاستثمار في أصول استراتيجية تعزز من القوة الناعمة وتضمن نفوذًا في مراكز صنع القرار الدولية. وأخيرًا، يمكن لدول الخليج تفعيل "قوة درع الجزيرة" كخطوة ردع ضد أي هجمات تستهدفها، مما يعكس التزامها بأمن المنطقة واستقرارها.
التعليقات