تعتبر إيران أن الولايات المتحدة لا تملك أي أهلية للتعليق على المفاهيم السامية لحقوق الإنسان حيث تثير هذه التصريحات تساؤلات حول معايير حقوق الإنسان التي تتبناها الدول الكبرى وتؤكد إيران على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية كما تشير إلى أن مفهوم حقوق الإنسان يجب أن يكون شاملاً ويعكس ثقافات الشعوب وتطلعاتها الحقيقية بدلاً من أن يكون وسيلة للضغط السياسي أو لتحقيق مصالح معينة وبالتالي تبقى إيران ثابتة في موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في قضايا حقوق الإنسان وتؤكد على أهمية الحوار البناء والمستند إلى الاحترام المتبادل لتحقيق العدالة الاجتماعية والإنسانية.

إيران تنتقد بيان الخارجية الأمريكية بشأن ذكرى مهسا أميني

في بيان رسمي، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة التصريحات التي أدلت بها نظيرتها الأمريكية بمناسبة الذكرى الثالثة للاضطرابات التي شهدتها البلاد، واعتبرت ذلك تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، حيث وصفت البيان الأمريكي بأنه مثال صارخ على العدوان والإجرام، الذي لا يمكن أن يقبله أي إيراني وطني، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

انتقادات قاسية للسياسة الأمريكية

جاء في البيان الإيراني أن الولايات المتحدة ليست في موقع يسمح لها بالتعليق على حقوق الإنسان، خاصةً وأنها تعد أكبر داعم للكيان الصهيوني، الذي ارتكب فظائع بحق الأبرياء، حيث أشار البيان إلى أن أكثر من 65 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فقدوا حياتهم في غزة خلال عامين فقط، مما يبرز التناقض الكبير بين ما تدعيه أمريكا وبين ممارساتها الفعلية في العالم.

الشعب الإيراني لا ينسى

اختتمت وزارة الخارجية الإيرانية بيانها بالتأكيد على أن الشعب الإيراني الواعي لن ينسى الجرائم الوحشية التي ارتكبتها الولايات المتحدة، وأنه سيظل يقيم ادعاءات الساسة الأمريكيين بشأن حقوق الإنسان من خلال ممارساتهم المخادعة، كما أكدت على أهمية الوعي الوطني في مواجهة هذه التدخلات غير القانونية.

في سياق متصل، كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت بيانًا بمناسبة ذكرى مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، مشيرةً إلى أن اسمها سيظل خالداً، وأن مقتلها يعد دليلاً على ما وصفته بـ"جرائم طهران بحق الإنسانية"، مؤكدةً دعمها للشعب الإيراني في سعيه نحو الكرامة والحياة الأفضل، وهو ما يفتح المجال لمزيد من النقاش حول حقوق الإنسان في المنطقة.