مع تصاعد رهانات خفض الفائدة في الأسواق المالية، بدأت الفضة تشهد ارتفاعات ملحوظة، حيث أدت مخاوف نقص المعروض إلى دفع الأسعار نحو أعلى مستوياتها، مما جعل المستثمرين يلتفتون إلى الفضة كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية، ويعتبر هذا الاتجاه فرصة مثالية للمستثمرين الذين يسعون لتنويع محافظهم وزيادة عوائدهم في ظل الظروف الراهنة، ومع تزايد الطلب على الفضة في الصناعات التكنولوجية والطاقة المتجددة، يبدو أن مستقبل هذا المعدن الثمين سيكون مشرقاً، مما يزيد من أهمية متابعة تحركات السوق عن كثب.
ارتفاع أسعار الفضة: توجهات السوق وتأثيرات الاقتصاد
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء, حيث اقترب سعر الأوقية من أعلى مستوى له منذ 14 عامًا, ويعود هذا الصعود إلى تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر, وفقًا لتقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث, سجل سعر جرام الفضة عيار 800 ارتفاعًا بنحو جنيه واحد ليصل إلى 55 جنيهًا, بينما ارتفع سعر الأوقية عالميًا من 42 دولارًا إلى 42.80 دولارًا.
كما بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 حوالي 69 جنيهًا, وعيار 925 نحو 64 جنيهًا, بينما صعد سعر جنيه الفضة (عيار 925) إلى 512 جنيهًا, وتزامن هذا الارتفاع مع صعود أسعار الذهب بعد تراجع يوم الجمعة الماضي, حيث سجلت نسبة الذهب إلى الفضة نحو 86, وهي قريبة من أدنى مستوياتها هذا العام, وقد حققت الفضة مكاسب تقارب 50% منذ بداية 2025, متفوقةً على الذهب في بعض الأوقات.
في ظل هذه الظروف, يتوقع بعض المحللين صعوبة استمرار الفضة في التفوق بالأداء, حيث سجل أكبر صندوق استثمار متداول في الفضة بالعالم تدفقات خارجة بلغت 313 طنًا, ليعود ويشهد تدفقات داخلة بلغت 192 طنًا, مما يعكس انقسام مستثمري الصناديق حول مستقبل الأسعار, ومع ذلك, فإن استمرار ارتفاع الذهب يبقى عامل دعم رئيسي للفضة, رغم أن الوصول إلى أعلى قمة تاريخية لها قد يظل بعيدًا بعض الشيء, إذ يراهن المستثمرون على خفض قريب للفائدة الأمريكية, مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة أصول عديمة العائد مثل الفضة.
التعليقات