انسحاب قوات الاحتلال من محيط قبر يوسف شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية يمثل حدثًا بارزًا في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث يأتي هذا الانسحاب في وقت يشهد فيه الوضع توترًا متزايدًا بين الجانبين ويعكس التغيرات السياسية والأمنية في المنطقة كما أن قبر يوسف يعد موقعًا دينيًا مهمًا للمسلمين والمسيحيين واليهود مما يزيد من حساسية الوضع في تلك المنطقة التاريخية ويعكس أيضًا تأثير المقاومة الشعبية على قرارات الاحتلال وما يمكن أن يؤدي إليه هذا الانسحاب من تداعيات على الأمن والاستقرار في الضفة الغربية بشكل عام.
انسحاب جيش الاحتلال من محيط قبر يوسف في نابلس
في صباح يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محيط قبر يوسف شرق مدينة نابلس، وذلك بعد اقتحام واسع شهدته المنطقة بمشاركة نحو ألفي مستوطن، حيث تأمين هذا الاقتحام جاء بحماية مشددة من جيش الاحتلال، وشارك فيه عضو الكنيست تسيفي سوكوت، مما زاد من توتر الأوضاع في المنطقة.
تفاصيل الاقتحام والتعزيزات العسكرية
اقتحام المستوطنين لقبر يوسف تم على ثلاث دفعات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، حيث دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة ترافقها وحدات هندسية، وذلك في إطار فرض طوق أمني واسع عبر انتشار فرق القناصة وإغلاق الطرق المحيطة بمسار اقتحام حافلات المستوطنين، وقد شهد مخيم بلاطة وعسكر شرق نابلس سلسلة من الاقتحامات دون أن يتم الإبلاغ عن اعتقالات أو إصابات.
الأبعاد السياسية والاجتماعية للأحداث
يعتبر قبر يوسف من أكثر النقاط توتراً في نابلس، حيث يقتحمه المستوطنون بشكل دوري تحت حراسة جيش الاحتلال، مما يؤدي إلى اندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين في كل مرة، ويرى مراقبون أن تحويل محيط القبر إلى ما يشبه الثكنة العسكرية يهدف إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على الموقع، وتحويله إلى بؤرة دائمة لتواجد المستوطنين، في ظل غياب أي التزام بالاتفاقيات السابقة التي نصت على أن الموقع تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، تسللت وحدات خاصة إلى مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، حيث تم الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، مما أدى إلى اعتقال عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين، حيث أطلق جيش الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه شبان داخل منشأة خاصة لشركة مختصة في الإنشاءات، مما أسفر عن إصابة فلسطيني بجراح حرجة واعتقال سبعة آخرين على الأقل.
التعليقات