في ظل الضغوط التمويلية المتزايدة، قامت البنوك الأمريكية باقتراض 1.5 مليار دولار من الاحتياطي الفدرالي، مما يعكس التحديات التي تواجهها المؤسسات المالية في الوقت الحالي، حيث تسعى البنوك إلى تعزيز سيولتها وتلبية احتياجات عملائها وسط تقلبات السوق وعدم الاستقرار الاقتصادي، ويعتبر هذا الاقتراض خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الثقة في النظام المالي الأمريكي وضمان استمرارية الخدمات المصرفية الأساسية، مما يسلط الضوء على أهمية دور الاحتياطي الفدرالي في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار المالي في أوقات الأزمات.
اقتراض البنوك الأميركية من الاحتياطي الفدرالي
في يوم الاثنين 15 سبتمبر، اقترضت البنوك الأميركية حوالي 1.5 مليار دولار من تسهيلات إعادة الشراء الدائمة التابعة للاحتياطي الفدرالي، وهو ما يتزامن مع الموعد النهائي لسداد ضرائب الشركات الفصلية وتسويات ديون الخزانة، وفقاً لبيانات الاحتياطي الفدرالي، ويشير هذا الأمر إلى وجود بعض الضغوط في الوفاء بالتزامات التمويل، ويعتبر تسهيل إعادة الشراء الدائم بمثابة دعم حيوي لأي نقص محتمل في السيولة النقدية، حيث تم إطلاق هذا البرنامج في يوليو 2021 بعد جائحة كوفيد-19، ويوفر سيولة نقدية يومية لليلة واحدة مرتين يومياً مقابل ضمانات مؤهلة مثل سندات الخزانة.
تأثير موعد ضريبة الشركات على السوق
يتزامن موعد سداد ضرائب الشركات مع تسويات كبيرة لسندات الخزانة الأميركية المتعلقة بديون صدرت مؤخراً، وأظهرت بيانات من شركة أبحاث سوق المال رايتسون آيكاب أن حوالي 78 مليار دولار من المدفوعات المستحقة للخزانة كانت موعودة أيضاً في نفس اليوم، ومن المتوقع أن ترفع هذه التسويات، إلى جانب ضرائب الشركات، الرصيد النقدي للخزانة الأميركية إلى أكثر من 870 مليار دولار، وقد اقترضت المؤسسات المالية 1.5 مليار دولار نقداً في صباح اليوم، وفي 30 يونيو، كانت هناك اقتراضات مشابهة من صندوق الاحتياطي الفدرالي وصلت إلى حوالي 11.1 مليار دولار، مما يدل على الاعتماد الكبير على سندات الخزانة كضمان.
توقعات السوق والآثار المستقبلية
قال جان نيفروزي، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في شركة تي دي للأوراق المالية في نيويورك، إن الوضع الحالي يختلف تماماً عن العام الماضي، ورغم ذلك، يبدو أن موعد استحقاق الضرائب يوم الاثنين ليس سيئاً، لكن نهاية الربع قد تشهد مزيداً من الضغوط في التمويل وزيادة في معدل إعادة الشراء العكسي، وقد ارتفعت أسعار الفائدة في عمليات إعادة الشراء، مثل معدل التمويل العكسي لليلة الواحدة، متجاوزةً الفائدة المدفوعة على احتياطيات البنوك، ومن المتوقع أن يتداول سعر SOFR عند مستوى IORB أو أقل منه، مما يشير إلى وجود طلب قوي على التمويل المضمون بسندات الخزانة، وقد أشار المحللون إلى أن ضغط السيولة يوم الاثنين قد يكون مؤقتاً، مما يفتح المجال لمزيد من التحليلات حول مستقبل السوق.
التعليقات