بعد تصريح حسام زكي حول تفعيل الناتو العربي تبرز العديد من التساؤلات حول متى ستتوفر الظروف المناسبة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الذي يسعى لتعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة يتطلب الأمر تنسيقًا سياسيًا وعسكريًا فعّالًا بالإضافة إلى دعم شعبي واسع لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتحسين الأوضاع الأمنية في المنطقة لذا يجب على الدول العربية العمل معًا لتحديد الأولويات وتطوير استراتيجيات فعالة تضمن نجاح هذا المشروع الطموح الذي قد يكون له تأثير كبير على مستقبل الأمن العربي ومواجهة التهديدات المحتملة.
تفعيل الدفاع العربي المشترك: آمال وتحديات
في ظل الظروف الحالية، يتساءل الكثيرون عن إمكانية تفعيل اتفاقية "الدفاع العربي المشترك" خلال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عُقدت في الدوحة، حيث علق السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قائلاً إن الظروف غير مواتية لمناقشة هذا الأمر، وذلك في سياق الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية. رغم أن البيان الختامي للقمة جاء مخيبًا لآمال الشارع العربي والإسلامي، إذ اقتصر على عبارات الشجب والإدانة، إلا أن زكي اعتبر أن مخرجات القمة تتسم بالعقلانية، محذرًا من بعض الاتجاهات الشعبوية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
ضرورة اتخاذ إجراءات عملية
في هذا السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية إكرام بدر الدين إلى أن القمة ليست مطالبة باتخاذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل، بل يجب أن تكون هناك مواقف عملية على الأرض، تشمل اتخاذ إجراءات ضد الانتهاكات الإسرائيلية. وأكد على أهمية أن تتجاوز القمة مجرد إصدار بيانات شجب، لتسعى إلى اتخاذ عقوبات اقتصادية وتجارية، مثل منع السفن والطائرات الإسرائيلية من عبور الدول العربية والإسلامية، مما قد يمثل ضربة مؤلمة للاقتصاد الإسرائيلي.
75 عامًا من الانتظار
وفيما يتعلق بمسألة تفعيل اتفاقية "الدفاع العربي المشترك"، أشار بدر الدين إلى أن هذه الاتفاقية، التي تم الحديث عنها منذ عام 1950، لم تُفعل طوال 75 عامًا، مما يدفع للبحث عن خيارات أقل تكلفة وأكثر واقعية. وتحدث عن إمكانية التحرك قانونيًا ضد إسرائيل في المحاكم الدولية، إلا أنه تساءل عن جدوى ذلك، نظرًا لعدم تنفيذ قرارات سابقة من محكمة العدل الدولية، بسبب الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن. هذه التحديات تبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ خطوات فعالة وقابلة للتنفيذ، لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وضمان حقوق الشعوب العربية والإسلامية.
التعليقات